يوم جديد يعلن بداية منتصف الاسبوع ومع تداولات محدودة التقلبات في الأسهم الأمريكية حيث يتداول مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في نطاق النسبة المئوية ومعها انحسار التقلبات الضمنية إلى النصف مقارنة في الأسبوع الماضي وهو ما يشير إلى أن المشاركين في الأسواق يتوقعون تقلبات في الأسعار أقل حدة خلال الفترة القادمة وذلك متفهم وفقا للتهدئة ال90 يوما لسرديات التعريفات الجمركية وبالإضافة إلى استثناء قطاع التكنولوجيا من أعباء هذه الرسوم بشكل مؤقت. من المنطقي إيعاز جزء كبير من التقلبات الحادة الأسبوع الماضي لقطاع التكنولوجيا ولوم القطاع بسبب وزنه الكبير في السوق الأمريكي بشكل عام إذ يصل إلى 30% من حجم المؤشر ولو تم استثناء قطاع التكنولوجيا من التعريفات قبل 2 من إبريل " يوم التحرير" لكنا رأينا حركة بيوع اقل حده. النظر من هذه الزاوية ربما لا يغير الكثير بالنسبة للمتداولين ، ولكن يعطي نظرة على أن صناع القرار في المكتب البيضاوي لربما لم يخططوا إلى التراجع عن التعريفات في المقام الأول وعلى الجانب الآخر أن التعريفات الخاصة بقطاع التكنولوجيا لا تزال في المطبخ السياسي وهو ما ينافي مقولة "كل شيء مخطط له سابقاً". لا يوجد بعد تاريخ لاعلان هذه التعريفات لقطاع التكنولوجيا ولكن تم تأكيد أنه لا أحد سيكون خارج دائرة التعريفات.
ابل ، أحد أبرز المتأثرين من التعريفات الجمركية لكون جزء كبير من الإنتاج يتم في مصانع الصين ليس فقط للشركة إنما سيلامس أيضا حياة الأشخاص الطبيعيين من الطبقة الوسطى لاستعمال منتجات الشركة في الحياة اليومية مثل هواتف الآيفون والإكسسوارات ونحوها ولذلك كانت الحركة السعرية لسهم الشركة حاد حيث انخفض في وقت وجيز من المستويات السابقة مطلع الشهر عنده أكثر من 220 دولار إلى 170 دولار ولكن تم إعادة التوازن وتعويض 20% من قيمة الشركة السوقية مع استقرار الأسعار فوق مستويات 200 دولار للسهم. لكون أبل أكبر شركة من حيث الوزن في المؤشرات ، سواء كان ذلك ستاندرد أند بورز 500 أو الناسداك ، ساهم هذا الارتداد في التشجيع على الشراء أو على الأقل الاحتفاظ بملكية السهم لمدد زمنية أطول. إدارة آبل بقيادة توم هوك ، سبق وأن رأت هذه الانعكاسات السلبية في الأفق حيث بادرت بالتوجه إلى البيت الأبيض بعد انتخاب ترامب ، وقبل الإعلان عن التعريفات ، بإعلان استثمارات ضخمة بمئات المليارات داخل الولايات المتحدة ولربما كانت تأمل باستثناء وهو الشيء الذي لم تحصل عليه أيقونة الصناعة الأمريكية. تقرير أرباح الربع الأول للشركة سوف يكون بتاريخ 1 مايو بتوقعات إيرادات أكثر من 94 مليار دولار وهذا التقرير سوف يعطي إشارات على التوجهات المستقبلية للشركة وبالتحديد النمو في الأرباح الذي يعاني من الانكماش حتى قبل التعريفات الجمركية ولكن الجزء الذي سوف يحصل على الكثير من الاهتمام هو توضيحات الشركة لتوقعاتهم المستقبلية لعمليات الإنتاج وأيضا سوف يتابع محللي الشركة توجه الشركة العام باستباق التعريفات بتصدير الكثير من المواد الخام إلى الولايات المتحدة وهو ما سوف ينعكس تحت بنود التخزين.
وبالعودة إلى الصورة الكلية ، يبدو أن الحرب التجارية الآن تأخذ منحنى جديد وهو ما يذكرني بمقولة وارن بافت في أحد المناسبات بأن "فرض التعريفات الجمركية في مضمونه إعلان للحرب" حيث يبدو أن البيت الأبيض منزعج جدا من عدم مبادرة الصين بالتفاوض بشأن التعريفات الجمركية التي وصلت الآن إلى 145% حيث تم وصفها "بالنكتة" من قبل السلطات الصينية ومن ثم مضوا في طريقهم على ما يبدو لاستراتيجيتهم الجديدة لتنويع حركة التبادل التجاري وتعزيزها مع الشركاء الآسيويين حيث يتجه الرئيس الصيني إلى زيارة عدد من الدول الآسيوية لربما للإستفادة من التعريفات الجمركية القاسية على هذه الدول التي تعاني من نسب فقر كبيرة واقتصاديات نامية. مشكلة أخلاقية دخلت فيها الولايات المتحدة ، ويبدو أن الصين سوف تحل الفراغ الذي تم خلقه حيث أن الفرصة الصينية لتوطين مصانع في هذه الدول سيعطي انكشاف على الشركاء التجاريين الذين يريدون العمل حول تخفيض أعباء الرسوم الجمركية. يبدو هذا مشرقا بعض الشيء ، وهو ما يعطي تصور بأن الولايات المتحدة سوف تستهدف هذه الدول بصرامة تجارية وسياسية أكبر ، فما الاتجاه نحو سياسة " اختر فريقك مع تحملك للمسؤولية" إما الولايات المتحدة أو الصين في توجه – اذا تم الدفع نحوه - إقصائي لمن يسعى إلى توزيع المصالح ما بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
ومع أخذ هذه النظرة في الاعتبار ، وضجيج التعريفات الجمركية في مكتب كل متداول على وجه الأرض ، يواصل الذهب السعي إلى قمم جديدة حيث يتداول بالقرب من مستويات 3280 دولار للأوقية محققا أكثر من 24% منذ بداية العام ومؤكدا على تأكيد موقعه وكفاءته في البيئة الاقتصادية الحالية فبالرغم من أن تأجيل تطبيق التعريفات للتو دخل حيز التنفيذ ولكن فترة 90 يوما ليست فترة طويلة ولربما التموضع في الذهب لتركز كثافة الاحتمالات لبقاء أسعار الذهب مرتفعة خلال الفترات القادمة يبدو الاحتمال المرجح. هذا الاحتمال أيضا مدعوم بانخفاض مؤشر الدولار إلى دون ال100 مع ما يبدو أنه سلوك للتخلص من أصول المقيمة بالدولار وهو ما بدوره يدعم الإرتفاعات في الذهب بشكل جزئي. وكأنني أسمع السؤال بشأن ارتفاع عوائد السندات الذي "نظريا" يفترض أن يجذب تدفقات المالية إلى الدولار وهكذا تأثير سلبي جانبي على أسعار الذهب... سأوافقك الرأي على هذه النقطة في ظل بيئة اقتصادية اعتيادية ولكن يبدو أن الأسواق تتجاهل هذا العنصر بسبب أن البيئة الاقتصادية الكلية التسيير في إطار تغيرات هيكلية لحركة التجارة العالمية وسلاسل الإمداد ومخرجات هذه التغيرات الهيكلية لا يزال غير واضح وخصوصا في الاقتصاديات الأسيوية وهو ما بدوره يعطي قوة زخم لأسعار الذهب في الفترة الحالية.
وبالنظر للأمام خلال الفترة القادمة ، يؤسفني القول أن الأسواق سوف تستمر في مراقبة اخبار الرجل ذو الشعر البرتقالي لما يملك من قوة تأثير ومنقطعة النظير على الأسواق المالية والأصول المختلفة ، وذلك لقراءة انعكاسات جديد التعريفات على حركة الأسعار. ومع انتظار إعلان نتائج شركات التكنولوجية العملاقة وموسم الأرباح الذي سوف ينطلق الأسبوع القادم لهذه الشركات ، المحفزات الفردية للشركات سوف تعطي علامة فارقة في حركات الأسعار الشركات الفردية وخصوصا فيما يتعلق بالانعكاسات على مجريات الإنتاج لهذه الشركات التي سوف تعطي تأثير ثانوي كبير على بقية شركات ستاندرد أند بورز 500. وبشكل مساوي في الأهمية ، سوق سندات الخزانة الأمريكية سوف يبقى محل اهتمام المؤسسات المالية فبالرغم من حركة الشراء المتوسطة بعد التحرك الحاد الأسبوع الماضي لا يزال يتم متابعة هذا السوق عن قرب لكونه أعطى إشارات توتر اقلقت المستثمرين في الأسبوع الماضي.
"لم يتم إعداد المواد المقدمة هنا وفقًا للمتطلبات القانونية المصممة لتعزيز استقلالية البحث الاستثماري، وعلى هذا النحو تعتبر بمثابة وسيلة تسويقية. في حين أنه لا يخضع لأي حظر على التعامل قبل نشر أبحاث الاستثمار، فإننا لن نسعى إلى الاستفادة من أي ميزة قبل توفيرها لعملائنا.
بيبرستون لا توضح أن المواد المقدمة هنا دقيقة أو حديثة أو كاملة ، وبالتالي لا ينبغي الاعتماد عليها على هذا النحو. لا يجب اعتبار المعلومات، سواء من طرف ثالث أم لا، على أنها توصية؛ أو عرض للشراء أو البيع؛ أو التماس عرض لشراء أو بيع أي منتج أو أداة مالية؛ أو للمشاركة في أي استراتيجية تداول معينة. لا يأخذ في الاعتبار الوضع المالي للقراء أو أهداف الاستثمار. ننصح القراء لهذا المحتوى بطلب المشورة الخاصة بهم والإستعانة بخبير مالي. بدون موافقة بيبرستون، لا يُسمح بإعادة إنتاج هذه المعلومات أو إعادة توزيعها.
تداول العقود مقابل الفروقات والعملات الأجنبية محفوف بالمخاطر. أنت لا تملك الأصول الأساسية و ليس لديك أي حقوق عليها. إنها ليست مناسبة للجميع ، وإذا كنت عميلاً محترفًا ، فقد يؤدي ذلك إلى خسارة أكبر من استثمارك الأساسي. الأداء السابق في الأسواق المالية ليس مؤشرا على الأداء المستقبلي. يرجى النظر في المخاطر التي تنطوي عليها، والحصول على مشورة مستقلة وقراءة بيان الإفصاح عن المنتج والوثائق القانونية ذات الصلة (المتاحة على موقعنا على الإنترنت www.pepperstone.com) قبل اتخاذ قرار التداول أو الاستثمار.
هذه المعلومات غير مخصصة للتوزيع / الاستخدام من قبل أي شخص في أي بلد يكون فيه هذا التوزيع / الاستخدام مخالفًا للقوانين المحلية."