أنهت وول ستريت جلسة الأمس على ارتفاعات واضحة، لتؤكد أن زمام الامور لا تزال في يد المشترين رغم تنامي القلق السياسي. صعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.3%، فيما ارتفع ناسداك 100 بنحو 0.5%. وهو استمرار للمكاسب الايجابية في الربع الثالث حيث أغلق على أداء قوي S&P 500 بمكاسب 7.5% أما ناسداك 100 فقد حقق 8.8% في الربع الثالث، ليعزز مكاسبه السنوية إلى 17%. هذه الأرقام تعكس أن السوق يحافظ على زخمه ، وأن الرهان ضد الاتجاه الصاعد في هذه المرحلة غير حكيم.
بالامس كان جزء من الاهتمام متجه الى بيانات ISM الصناعي لشهر سبتمبر. القراءة العامة بلغت 49.1 لتظل في منطقة الانكماش ، لكنها أفضل بقليل من القراءة السابقة عند 48.7. تفاصيل المؤشر أظهرت أن أسعار المدخلات المدفوعة انخفضت إلى 61.9 من 63.7، والطلبات الجديدة تراجعت إلى 48.9 من 51.4، فيما تحسن مكون التوظيف إلى 45.3 من 43.8. الرسالة بان ضغوط الأسعار تتراجع بشكل ملموس ، لكن النشاط الصناعي يظل ضعيف.
أما التقرير الأهم فكانت من تقرير التوظيف ADP لشهر سبتمبر. الرقم الأولي أشار إلى تراجع بنحو 32 ألف وظيفة مقارنة مع توقعات بزيادة 51 ألف ، لكن سرعان ما تبين أن ذلك ناتج عن مراجعة إحصائية سنوية ، وهو ما خفّض 43 ألف وظيفة من السجلات السابقة. الرقم الحقيقي لشهر سبتمبر كان إضافة 11 ألف وظيفة فقط ، لكن طريقة العرض خلقت ارتباك في السوق. ورغم أن المستثمرين عادة لا يعولون على ADP كمؤشر دقيق لسوق العمل ، إلا أن أهميته تضاعفت هذه المرة ، إذ قد يكون هو آخر مؤشر على سوق العمل إذا ما حال الإغلاق الحكومي دون صدور تقرير الوظائف الرسمي NFP يوم الجمعة.
الأسواق لم تغفل خطر توقف التمويل الحكومي ، إذ فشل مجلس الشيوخ حتى الآن في تمرير مشروع تمويل ولو مؤقت ، ما يضع الحكومة في وضع إغلاق شامل. هذا يعني أن إصدارات البيانات الاقتصادية – بما فيها NFP و CPI – قد تعلق ما اذا كان هناك توافق لمشكلة التمويل. غياب هذه البيانات سيترك الأسواق والفيدرالي بلا بوصلة ، خصوصاً في مرحلة تتطلب إشارات دقيقة حول التضخم وسوق العمل. التاريخ يذكرنا أن إغلاقات سابقة مثل إغلاق 2013 (16 يوم) أو إغلاق 2018-2019 (35 يوم) كانت لها كلفة اقتصادية مباشرة ، ومع ذلك، عادة ما تعاود الأسواق الصعود بعد حل الأزمة ، لكن التوتر النفسي يظل حاضر.
في السندات ، شهدنا تحركات محدودة لكن مع ميل للانخفاض الطفيف في العوائد على السندات طويلة الأجل ، لتستقر عوائد العشر سنوات قرب 4.12%. مؤشر الدولار بقي ضمن نطاق ضيق دون اتجاه واضح ، حيث فشل في كسر مستويات دعم أو مقاومة مهمة. الذهب استمر في لعب دور البطل في المكاسب ، متداولاً قرب 3900 دولار للأونصة قبل ان يتراجع الى مستويات اقل بفعل اخذ الارباح. كثير من مديري الأصول يرون أن الذهب بل بات مكون استراتيجي للتحوط ضمن المحافظ المتنوعة ، خاصة مع تزايد المخاطر السياسية وضعف الترابط مع الأسهم والسندات. النفط ارتفع قليلا ليتوازن بعد ان لامس 65 دولار للبرميل ليستقر برنت عند 66 دولار للبرميل ، وذلك بعد انباء عن اعتزام اوبك بلس رفع الانتاج مجددا واعلى مما كان متوقع عند 137 الف برميل.
الرؤية المستقبلية
اليوم الخميس يحمل بيانات أميركية على قدر كبير من الأهمية. تقرير طلبات إعانة البطالة الأسبوعية قد يعطي لمحة إضافية عن وضع سوق العمل ، مع توقعات بتسجيل 225 ألف طلب مقابل 218 ألف في الأسبوع السابق ، إضافة إلى بيانات المطالبات المستمرة المتوقع أن تصل إلى 1.930 مليون من 1.926 مليون. كذلك ستصدر بيانات الطلبيات الصناعية لشهر أغسطس ، والمتوقع أن تظهر نمواً بنسبة 1.4% بعد انكماش 1.3% في يوليو. هذه البيانات قد تساعد في ترجيح كفة أن النشاط الصناعي لا يزال يقاوم التباطؤ، ولو بوتيرة بطيئة.
غداً الجمعة ، الموعد الأهم يظل مع تقرير سوق العمل NFP لشهر سبتمبر، حيث التوقعات تشير إلى إضافة نحو 50 ألف وظيفة مع بقاء معدل البطالة مستقراً عند 4.3%. لكن السؤال الكبير هو هل سيرى هذا التقرير النور إذا بدأ الإغلاق الحكومي منتصف الأسبوع ؟ إذا لم يصدر التقرير، فستكون الأسواق أمام فراغ في البيانات ، مما يزيد من حساسية التداولات لأي مؤشر بديل.
بالمختصر ، الأسواق اليوم تقف بين زخم صعودي وبيئة سياسية غير واضحة. مكاسب الأسهم تعكس قوة معنويات المستثمرين ، لكن غياب البيانات والإغلاق يهددان بتقويض هذا التفاؤل على لااقل عللى المدى القصير. الذهب يواصل فرض نفسه وهو ما لايمكن تجاهله والدولار يبدو راضي في نطاقة الحالي.
"لم يتم إعداد المواد المقدمة هنا وفقًا للمتطلبات القانونية المصممة لتعزيز استقلالية البحث الاستثماري، وعلى هذا النحو تعتبر بمثابة وسيلة تسويقية. في حين أنه لا يخضع لأي حظر على التعامل قبل نشر أبحاث الاستثمار، فإننا لن نسعى إلى الاستفادة من أي ميزة قبل توفيرها لعملائنا.
بيبرستون لا توضح أن المواد المقدمة هنا دقيقة أو حديثة أو كاملة ، وبالتالي لا ينبغي الاعتماد عليها على هذا النحو. لا يجب اعتبار المعلومات، سواء من طرف ثالث أم لا، على أنها توصية؛ أو عرض للشراء أو البيع؛ أو التماس عرض لشراء أو بيع أي منتج أو أداة مالية؛ أو للمشاركة في أي استراتيجية تداول معينة. لا يأخذ في الاعتبار الوضع المالي للقراء أو أهداف الاستثمار. ننصح القراء لهذا المحتوى بطلب المشورة الخاصة بهم والإستعانة بخبير مالي. بدون موافقة بيبرستون، لا يُسمح بإعادة إنتاج هذه المعلومات أو إعادة توزيعها.
تداول العقود مقابل الفروقات والعملات الأجنبية محفوف بالمخاطر. أنت لا تملك الأصول الأساسية و ليس لديك أي حقوق عليها. إنها ليست مناسبة للجميع ، وإذا كنت عميلاً محترفًا ، فقد يؤدي ذلك إلى خسارة أكبر من استثمارك الأساسي. الأداء السابق في الأسواق المالية ليس مؤشرا على الأداء المستقبلي. يرجى النظر في المخاطر التي تنطوي عليها، والحصول على مشورة مستقلة وقراءة بيان الإفصاح عن المنتج والوثائق القانونية ذات الصلة (المتاحة على موقعنا على الإنترنت www.pepperstone.com) قبل اتخاذ قرار التداول أو الاستثمار.
هذه المعلومات غير مخصصة للتوزيع / الاستخدام من قبل أي شخص في أي بلد يكون فيه هذا التوزيع / الاستخدام مخالفًا للقوانين المحلية."