يوم الوظائف المنتظر

يقف مؤشر الأسهم الأمريكية استاندرد أند بورز 500 على ارتفاع لثمانية ايام متتالية قبل يوم اعلان الوظائف غير الزراعية وبعد الانخفاضات التي وصلت الى تقريبا 20% مطلع الشهر الحالي على تبعات يوم التحرير والذي شهد إعلانات بالجملة. فالبرغم من الاسبوع الحالي شهد الى الان ارتفاع ، الا ان البيانات الاقتصادية في مجملها تعطي لمحات سلبية عن الاقتصاد الحقيقي حيث أوضحت بيانات الناتج المحلي الإجمالي انخفاض بنسبة 0.3% خلال الربع الأول وهو ما يعني انكماش الاقتصاد بسحب من الواردات التي ارتفعت بشكل كبير حيث كانت المؤسسات وأيضا الأفراد على حد سواء في حالة من السباق بملء المستودعات قبل دخول التعريفات الجمركية حيز التنفيذ وهكذا رأينا عنصر الواردات مؤثر في بيانات الناتج المحلي الإجمالي التي ظهرت هذا الأسبوع. بالإضافة أيضا إلى تدفقات الاستثمارات والتي كانت إيجابية ولكن نمت بمعدل منخفض مقارنة بالعام الماضي ولربما يمكن شرح ذلك بشكل جزئي برغبة المستثمرين في تنويع الاستثمارات من التركز في الولايات المتحدة إلى الأسواق الأخرى وخصوصا أوروبا وبعض الأسواق الآسيوية.

وأيضا أظهرت بيانات مدراء المشتريات للأنشطة الصناعية انخفاض إلى المنطقة الانكماشية ولكن بشكل أقل مما كانت تتوقعه الأسواق ولم يكن تأثير ذلك كبير على معنويات الأفراد في سوق الأسهم ولكن ذلك يعطي إشارة بأن المشتريات للقطاع الصناعي في إبريل لا تزال أفضل من توقعات السوق ولكن قد يكون ذلك أيضا بدعم من السباق على المشتريات على الأجزاء التي قد تحتاجها الأنشطة الإنتاجية ولا تزال لم تخضع للتعريفات الجمركية المتبادلة التي دخلت حيز التنفيذ عند خط الأساس 10%. ولكن الأهم من البيانات الاقتصادية الصلبة هذا الأسبوع هو تقرير الوظائف غير الزراعية المنتظر خلال ساعات وقبل افتتاح جلسة التداول اليوم ، ح تشير متوسط توقعات الاقتصاديين إلى 135,000 وظيفة مضافة خلال أبريل منخفضة من الشهر السابق والذي كان عند 228,000 وظيفة وتكمن أهمية تقرير الوظائف لكونه يعكس حالة سوق العمل ويعطي إشارة مباشرة وأ سريعة عن صلابة السوق كبيانات الصلبة ومشاهدة حتى من صناع السياسة النقدية. بالرغم من أن توقعات الاقتصاديين تبدو متفاوتة إلى حد ما حيث أن 135,000 وظيفة يعتبر المتوسط ولكن يلاحظ تباعد التوقعات من بيوت الخبرة كحالة رد فعل طبيعية على عدم اليقين في السوق ولكن الإجماع العام أن يتجه سوق العمل إلى الضعف الجزئي بعد بيئة التقلبات الشديدة وعدم التأكد تبدو الحالة العامة ولكن مدى سوء سوق العمل وأيضا وقت ظهور ذلك في البيانات الصلبة لا يزال غير واضح. وهكذا تكمن أهمية التقرير الوظائف غير الزراعية أهم تقارير الأسبوع الحالي.

بالرغم من أن هنالك تفاوت جزئي في التوقعات بشأن تقرير الوظائف ، إلا أن معدل البطالة يتوقع أن يبقى مستقر عند 4.2% وإذا كان هذا هو الحال مع إضافة رقم قريب ضمن انحراف معياري واحد من عدد الوظائف المتوقع قد يكون تأثير ذلك غير باريس على الأسواق بمعنى أن ذلك سيكون إيجابي وسوف تبقى التساؤلات بشأن حركة التجارة قائمة وقد تكون المحفزات إلى المزيد من الارتفاع وخصوصا بعد الارتفاعات لمدة ثمانية أيام متتالية. وعلى خلاف ذلك ، إذا كان الرقم منخفض جدا عن ما هو متوقع بحيث يرفع معدل البطالة إلى 4.3% أو أعلى قد يكون ذلك السيناريو الأسوأ للأسواق حيث يثبت سيناريو الاتجاه نحو التضخم وسوف يشعل ترند من المعنويات السلبية في الأسواق ويضيف القلق إلى و هموم المتداولين بشأن التعريفات الجمركية والاتفاقات التجارية التي لا تبدو أنها تحرز تقدما إلا في تصريحات البيت الأبيض.

أما بالنسبة لأرباح الشركات ، فبالرغم من أن أبل بالكاد حققت متوسط توقعات المحللين بشأن أرباح الربع الأول ولكن السهم انخفض بعد إعلان الأرباح وذلك ربما بسبب المعلومات التي قدمتها الشركة عن عمليات الإنتاج وما قد يطالها بسبب التوترات التجارية حيث تتوقع أبل أن تنعكس التعريفات الجمركية بما حجمه 900 مليون في تكاليف الإنتاج وهو ما بدوري سوف يضغط على هوامش الأرباح. ولذلك سوف تضطر إدارة أبل إلى القيام بأحد أمرين امتصاص تكلفة التعريفات الجمركية وهو ما سوف ينعكس على هامش الربح أو الأمر الآخر وهو تمرير التكلفة على المستهلكين وهو السيناريو المرجح وهو ما قد يرفع تكلفة الآيفون بنسبة تقدر ب5% كما تشير التوقعات على الرغم من توجه آبل إلى رفع الإنتاج من الهند بدلا من الصين وذلك للتعامل مع بيئة التعريفات الجمركية المتقلبة والتي قد سوف تبقى حاضرة في الساحة طالما ترامب في البيت الأبيض.

في مكان آخر ، قرر البنك المركزي الياباني تثبيت سعر الفائدة عند 0.5% وهو ما دفع عمليات بيع للين الياباني على أثر تصريحات يودا حاكم البنك الاحتياطي الياباني صح إلى التحفظ بشأن رفع الفائدة في البيئة الحالية وخصوصا في أثناء إجراء مفاوضات مع الجانب الأمريكي بشأن التعريفات الجمركية وكذلك آثارها على الإقتصاد الياباني مؤشر أسعار المستهلكين في اليابان. وكنتيجة لذلك كان هنالك عمليات بيع في ال الين الياباني وضعف ملاحظ خلال الجلسة الماضية وبشكل معاكس كان الدولار الأمريكي على استفادة جزئية من ضعف الين الياباني حيث ارتفع لفترة وجيزة أعلى من 100 قبل إعادة اختبار مستويات أقل فيما يظهر أنه انتظار لتقرير الوظائف غير الزراعية اليوم.

الذهب تداول بالقرب من مستويات 3200 في الجلسة الماضية ولكن شهد تم وضع للمشترين حيث يتداول عند مستويات 3250 قبل ساعات من تقرير الوظائف الزراعية وهو ما سيكون له ردة فعل في الذهب خصوصا إذا كان التقرير يشير إلى ضعف كبير في سوق العمل. من أبرز الأسباب الحالية لامتلاك الذهب هو مخاوف تثبيت سيناريو الركود والمترافق مع مستويات تضخم عنيدة بالقرب من 3% وهو سيناريو يعقد على الفيدرالي اتخاذ قرارات خفض الفائدة بسبب شبح الركود التضخمي حيث يقلل ذلك من مرونة صناع القرار بشكل كبير. ولكن سيناريو الركود الاقتصادي في حد ذاته سوف يكون داعما للأعلى في أسعار الذهب وأبرز ما يحدد التباطؤ الاقتصاد كتقرير صلب وذو ارتباط الزمني قريب جدا هو تقرير الوظائف ولذلك كان التموضع في الذهب اليوم قائم حيث يتداول بارتفاع 0.6% قبل بدء البنوك الأوروبية في التموضع وفقا للتوجهات اليوم.