انعطفت الأسواق العالمية إلى وضعٍ دفاعي متوسط بعد سلسلة الارتفاعات، في مشهد اختلط فيه هبوط الأسهم بمكاسب السلع واتساع شهية تقليل الانكشاف الكامل على المخاطر. في وول ستريت توقّف الارتفاع المتواصل منذ ست جلسات؛ فقد تراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.3 % وهبط ناسداك بنحو 0.4 %. خلف هذا الانكفاء تقف مجموعة نتائج أرباح مخيبة هبوط UnitedHealth أكثر من 7 % التي لها تأكير كبير على مؤشر الداوجونز ومعنويات السوق في القطاع الصحي.
في سوق السندات عادت موجة الطلب على الأصول الآمنة قبل ساعات من اجتماع الاحتياطي الفيدرالي. تراجعت عوائد سندات الخزانة لأجل عشر سنوات بنحو خمس نقاط أساس، مع تسعير المستثمرين لاحتمال خفض فائدة أول في سبتمبر وقراءة متأنية لاحتمال خفض ثانٍ قبل نهاية العام. هذا الميل إلى التمركز في الديون السيادية ترافق مع تماسك الدولار، إذ صعد تدريجياً أمام اليورو والجنيه والفرنك، بينما بدت عملات السلع تحت الضغط وسط عناوين مشككه بشأن السياسة التجارية العالمية واستدامتها.
السلع الأولية قدّمت القصة الأكثر صخباً. خام برنت قفز قرابة 3 % ليقترب من 72 دولاراً للبرميل بعد أن قلّص البيت الأبيض فترة السماح بالعقوبات الثانوية على المشترين الدوليين للنفط الروسي إلى عشرة أيام فقط، مهدداً نحو 4.5 % من المعروض العالمي ومشدّداً التوازنات القريبة الأجل. في المقابل وجد الذهب نفسه عالقاً قرب مستويات 3,320 دولاراً للأونصة، مغلوباً بقوة الدولار بشكل اساسي.
تنتقل الأضواء الآن إلى ثنائي الذكاء الاصطناعي: ميتا ومايكروسوفت، اللتين ستكشفان نتائجهما بعد جرس الإغلاق. الشارع يتوقّع لميتا إيرادات تلامس 44.8 مليار دولار وربحية سهم عند 5.9 دولار، ما يعني نمواً سنوياً يناهز 15 % للإيرادات و14 % للأرباح. الاهتمام سينصبّ على ثلاثة محاورهي ثبات قاعدة المستخدمين النشطين عند ما يزيد على 3.4 مليار شخص، وتيرة الإنفاق الطموح على مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي التي قد تستهلك أكثر من 90 مليار دولار حتى 2026، والتحكم في المصروفات. التوضيحات المستقبلية إلى عائد أعلى لكل مستخدم أو ضبط أفضل للنفقات الرأسمالية قد يمنح السهم الدفعة اللازمة للمحافظة على مستوى 700دولار الذي كان دعم جلسة الامس رغم ضغوطات البيع.
وايضا ، في اسبوع مزدحم بإعلانات النتائج ، ينتظر وول ستريت من مايكروسوفت إيرادات بنحو 73.9 مليار دولار وربحية سهم تناهز 3.37 دولار، معزَّزة بطلب ثابت على Azure وخدمات Copilot التي يبدو اكثر مناسبة لبيئات الاعمال. الشركة نفسها وجهت أنظار السوق إلى معدل نمو سحابي بين 34 و35 % و بلوغ هذا النطاق أو تجاوزه سيعزّز السردية القائلة إن استثمار الذكاء الاصطناعي لا يزال محرّكاً رئيسياً للإيرادات، فيما التباطؤ دون 30 % قد يفتح باب التساؤل حول مستوى التفاؤل في توضيحات الشركة المستقبلية التي تبدو ايجابية بشكل حاد بسبب الميزة التنافسية للشركة في البدء من نقطة الصفر وهي جهاز كل شخص في العالم - تقريبا.
وبالتأكيد الحدث الابرز اليوم ، اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة. الإجماع السوقي شبه التام يرجّح إبقاء النطاق المستهدف للفائدة دون تغيير الليلة ، لكن أهمية الحدث تتجاوز قرار المعدل ذاته. كلمة جيروم باول قد تكشف ما إذا كان البنك المركزي مستعداً للتغاضي عن الضغوط الداخلية ويفتح الباب أمام خفض محتمل في سبتمبر، وهي ما يتوقعة السوق الان باحتمالية 60%، أم أنه سيبقي الباب مفتوح مع التمسك بعبارة متابعة البيانات التي ستظهر تقريرين للوظائف احدهم هذا الاسبوع والاخر قبل الاجتماع القادم في سبتمبر. كذلك تتعقّب الأسواق أي انقسام ظاهر في الأصوات، ولا سيما احتمال اعتراض مزدوج من كريستوفر والر وميشيل بومان، الأمر الذي قد يرسّخ توقعات التيسير ويدعم مسار العوائد المنخفضة ولكن ذلك الان مسعر في السوق وهو انه من المحتمل ان يكون اول اعتراض مزدوج منذ فتره طويلة.
بهذا تكتمل لوحة اليوم بثلاثة ألوان رئيسية ، مؤشرات أسهم تبحث عن تثبيت أرضية جديدة بعد صحوة الحذر جانبية ، نتائج عملاقَي التكنولوجيا التي قد تحدد شهية المخاطرة في أغسطس، ومنصة الفيدرالي التي ستنطق بأحدث سردية نقدية. المتعاملون يعيدون تشكيل محافظهم ، او الاحتفاظ بها ، بلا اندفاع ، يشذّبون انكشافهم على السهمي، يعززون التمركز في سندات الخزانة، او يرفعون التعرض لخام النفط على خلفية مخاطر الإمدادات. السيناريو المرجح ان عناوين ارباح الشركات وتوضيحات الفيدرالي متناغمة مع توقعات السوق، فقد يبقى مسار 2025 البنّاء قائماً وإن شابه بعض المطبات أمّا إن خرج أحدهما عن النص ، بأرقام مخيبة أو برسالة أكثر تشدداً ، فلن يطول الوقت قبل أن نرى اختباراً فعلياً لشهية المخاطرة في صيف تبدو درجة حرارته أعلى من المعتاد.
"لم يتم إعداد المواد المقدمة هنا وفقًا للمتطلبات القانونية المصممة لتعزيز استقلالية البحث الاستثماري، وعلى هذا النحو تعتبر بمثابة وسيلة تسويقية. في حين أنه لا يخضع لأي حظر على التعامل قبل نشر أبحاث الاستثمار، فإننا لن نسعى إلى الاستفادة من أي ميزة قبل توفيرها لعملائنا.
بيبرستون لا توضح أن المواد المقدمة هنا دقيقة أو حديثة أو كاملة ، وبالتالي لا ينبغي الاعتماد عليها على هذا النحو. لا يجب اعتبار المعلومات، سواء من طرف ثالث أم لا، على أنها توصية؛ أو عرض للشراء أو البيع؛ أو التماس عرض لشراء أو بيع أي منتج أو أداة مالية؛ أو للمشاركة في أي استراتيجية تداول معينة. لا يأخذ في الاعتبار الوضع المالي للقراء أو أهداف الاستثمار. ننصح القراء لهذا المحتوى بطلب المشورة الخاصة بهم والإستعانة بخبير مالي. بدون موافقة بيبرستون، لا يُسمح بإعادة إنتاج هذه المعلومات أو إعادة توزيعها.
تداول العقود مقابل الفروقات والعملات الأجنبية محفوف بالمخاطر. أنت لا تملك الأصول الأساسية و ليس لديك أي حقوق عليها. إنها ليست مناسبة للجميع ، وإذا كنت عميلاً محترفًا ، فقد يؤدي ذلك إلى خسارة أكبر من استثمارك الأساسي. الأداء السابق في الأسواق المالية ليس مؤشرا على الأداء المستقبلي. يرجى النظر في المخاطر التي تنطوي عليها، والحصول على مشورة مستقلة وقراءة بيان الإفصاح عن المنتج والوثائق القانونية ذات الصلة (المتاحة على موقعنا على الإنترنت www.pepperstone.com) قبل اتخاذ قرار التداول أو الاستثمار.
هذه المعلومات غير مخصصة للتوزيع / الاستخدام من قبل أي شخص في أي بلد يكون فيه هذا التوزيع / الاستخدام مخالفًا للقوانين المحلية."