تحذير من المخاطر: تُعدّ عقود الفروقات منتجات مالية معقدة، وتنطوي على مخاطر عالية لخسارة الأموال بسرعة بسبب الرافعة المالية. 81.1% من حسابات المستثمرين الأفراد تخسر أموالها عند تداول عقود الفروقات مع هذا المزود. يجب عليك مراعاة مدى فهمك لآلية عمل عقود الفروقات، ومدى قدرتك على تحمّل المخاطر العالية لخسارة أموالك.

الذهب القياسي والسياسة يرسمان مشهد سوق منقسم بين رهانات الخفض ومخاوف الاستدامة المالية

احمد عسيري
إستراتيجي أسواق مالية
٠٩‏/٠٩‏/٢٠٢٥
دخلت الأسواق أسبوع جديد وهي تتعامل مع خليط من الاضطرابات السياسية والضبابية الاقتصادية وتبدل توقعات السياسة النقدية. ففي حين تمكنت الأسهم الأمريكية من تسجيل مكاسب متواضعة، بقيت أوروبا تحت ضغط، بينما حملت آسيا تموضع لافت مع ارتفاع الأسهم اليابانية بدعم من التطورات السياسية.

دخلت الأسواق أسبوع جديد وهي تتعامل مع خليط من الاضطرابات السياسية والضبابية الاقتصادية وتبدل توقعات السياسة النقدية. ففي حين تمكنت الأسهم الأمريكية من تسجيل مكاسب متواضعة، بقيت أوروبا تحت ضغط، بينما حملت آسيا تموضع لافت مع ارتفاع الأسهم اليابانية بدعم من التطورات السياسية.

وعلى الجانب الآخر، شهدت عوائد السندات تراجع بعد صعودها مؤخرا، وواصل الذهب تسجيل مستويات قياسية جديدة، فيما وجدت أسعار النفط بعض الدعم. الخيط الجامع لكل هذه التحركات هو أن المستثمرين يراهنون على خفض وشيك للفائدة الأمريكية، لكنهم في الوقت نفسه يتحوطون من الضغوط المالية والمخاطر السياسية في الخارج.

Preview

في الولايات المتحدة، احتفظت الأسهم بنغمة إيجابية. فقد ارتفع مؤشر ناسداك بنحو 0.5%، وصعد ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.2%.  لم يكن المحرك بيانات اقتصادية قوية بقدر ما هو تزايد القناعة بأن الفيدرالي سيتجه إلى خفض الفائدة في سبتمبر. إذ تراجع العائد على السندات لأجل عشر سنوات إلى نحو 4.04% مع انبساط منحنى العائد بشكل طفيف، في إشارة إلى أن السوق يعيد التموضع على أساس سياسة نقدية أكثر تيسير وان خفض سبتمبر أمر مفروغ منه ولو ان بيانات التضخم هذا الاسبوه لا تزل مهمه. بالنسبة لأسواق الأسهم، فإن هذا المزيج من العوائد المنخفضة وتوقعات التيسير يعد داعم، لا سيما لأسهم التكنولوجيا والقطاعات الحساسة للنمو، لكن خلفية السوق تبقى هشة مع ضيق نطاق الصعود ، ما يترك المؤشرات عرضة لأي مفاجآت سلبية في بيانات التضخم.

في أوروبا، المؤشرات الرئيسية تراوحت بين الاستقرار والتراجع الطفيف، نتيجة التوازن بين هدوء نسبي في سوق السندات وارتفاع المخاطر السياسية. الفوارق على السندات الفرنسية لا تزال مصدر قلق، وفي بريطانيا تبقى عوائد الجيلت الطويلة عند مستويات مرتفعة تاريخيًا رغم بعض الانفراج العالمي، وهو انعكاس مباشر لمخاوف الاستدامة المالية. تزداد الأنظار على باريس مع تنامي المخاوف من أن الجمود السياسي قد ينعكس على ثقة المستثمرين مع خسارة تصويت الثقه وبانتظار المسار القادم للحكومة الفرنسية وما لها من انعكاسات على استقرار منطقة اليورو.

أما في آسيا ، قفز مؤشر نيكاي الى اعلى المستويات التاريخية اعلى من مستوى 44 الف بعد إعلان رئيس الوزراء إيشيبا استقالته، وهو ما فسّره المستثمرون كبوابة لقيادة سياسية أكثر وضوح قد تفتح المجال أمام تحفيز مالي جديد. ضعف الين زاد من دعم المصدرين، فيما شهدت اسهم السيارات تدفقات ايجابية على خلفية تعريفات جمركية اقل على اجزاء السيارات المصدرة الى الولايات المتحدة والى 15% بدلا من 27.5%. على الجانب الآخر، مؤشر هانغ سنغ في هونغ تداول عند اعلى مستوى منذ 4  سنوات.

أسواق السندات التقطت أنفاسها بعد أسابيع من الاضطراب. العوائد الأمريكية تراجعت على طول المنحنى، إذ انخفض العائد على السندات لأجل 30 عام بعد أن لامس حاجز 5% مؤخرا. انبساط المنحنى يوحي بأن المستثمرين يعيدون تسعير المسار قصير الأجل نحو خفض قريب للفائدة، في حين تظل المخاطر المالية طويلة الأجل قائمة. في أوروبا، استقرت السندات الألمانية والفرنسية نسبيا مع بقاء الفوارق مرتفعة، فيما واصل سوق الجيلت البريطاني إظهار علامات توتر مالي.

في العملات، واصل مؤشر الدولار التراجع قرب مستوى 97 وهو المستوى الاضعف منذ اواخر شهر يوليو. الجنيه الإسترليني سجل بعض الارتفاع مع تراجع تقلبات سوق السندات، بينما بقي اليورو محدود الحركة. الين الياباني ضعف نسبياً بفعل التطورات السياسية وتباين سياسات بنك اليابان عن أقرانه.

Preview

في السلع، الذهب واصل كسر القمم التاريخية ليتجاوز مستوى 3650 دولار للأونصة، في موجة صعود مدعومة بمجموعة متشابكة من العوامل الكلية والمالية وبمكاسب بنحو 9% في خلال اسبوعين. الضغوط التضخمية المقاربة من 3%، وتموضع الأسواق على خفض الفائدة الأمريكية، وتراجع الثقة في السندات طويلة الأجل كلها تغذي التدفقات نحو المعدن الأصفر. ما يمنح هذه المستويات مزيدا من الثبات واتساع قاعدة المشترين، من البنوك المركزية التي تواصل تنويع اصولها في تريند متواصل، إلى الصناديق والمؤسسات التي ترى في الذهب أداة تمركز استراتيجية. وعلى الرغم من أن المدى القصير قد يشهد بعض عمليات اخذ الارباح أو تحركات تكتيكية، فإن الخلفية الكبرى تظل داعمة من تدفقات سيولة، شهية مضاربية متنامية، ورسالة واضحة من الأسواق بأن الذهب أصبح البوصلة الأصدق لقياس معنويات القلق العالمي. وفي اسعار الطاقة ، ارتفعت أسعار برنت بشكل جانبي  والاستقرار بالقرب من مستويات 68 دولار للبرميل بعدما أشار تحالف أوبك+  إلى تبني نهج أكثر حذر في زيادة الإنتاج بعد اعادة الخفضات التطوعية الى الاسواق والاكتفاء برفع فقط 137 الف برميل الشهر القادم. غير أن الأسواق لا تزال متوجسة من ضعف الطلب العالمي.

الخلاصة ان الاسواق تعيش مفارقة بين التفاؤل بخفض وشيك للفائدة من جانب الفيدرالي والقلق من هشاشة سياسية ومالية في مناطق أخرى. الأسهم الأمريكية تواصل التدرج اعلى، اليابان تستفيد من إعادة تشكيل المشهد السياسي، والذهب يواصل لعب دور المؤشر الأصدق لقياس ثقة المستثمرين.

المواد المقدمة هنا لم تُعد بما يتماشى مع المتطلبات القانونية المصممة لتعزيز استقلال البحث الاستثماري وبالتالي يُعتبر تواصل تسويقي. بينما لا يُخضع لأي منع من التعامل قبل نشر البحث الاستثماري، لن نسعى للاستفادة قبل تقديمه لعملائنا.

لا تُمثل Pepperstone أن المواد المقدمة هنا دقيقة أو حديثة أو كاملة، وبالتالي لا ينبغي الاعتماد عليها على هذا النحو. البيانات، سواء كانت من جهة ثالثة أو غيرها، لا يجب اعتبارها توصية؛ أو عرض لشراء أو بيع؛ أو دعوة لعرض لشراء أو بيع أي أمان، منتج مالي أو صك؛ أو المشاركة في أي استراتيجية تداول معينة. لا تأخذ في الاعتبار الوضع المالي للقراء أو أهداف الاستثمار الخاصة بهم. ننصح أي قارئ لهذا المحتوى بطلب نصيحته الخاصة. بدون موافقة Pepperstone، لا يُسمح بإعادة إنتاج أو إعادة توزيع هذه المعلومات.