استمرار التوترات الاقليمية

تستمر التوترات الجيوسياسية في المنطقة في تصدر عناوين الأخبار، وسيبقى التركيز على خام برنت لقياس معنويات المستثمرين ومدى مخاوف التسعير.
يتداول خام برنت حالياً حول 77 دولاراً للبرميل بعد أسبوع متقلب أضاف علاوة مخاطر جيوسياسية ثم تبددت ولو بشكل جزئي قبل أن يستعاد الزخم نسبياً. حتى الآن يظهِر عمق السوق تمسّك المستثمرين بفرضية الضربات المحدودة. الغارات الإسرائيلية تظل مركّزة على مواقع معيّنة، في حين يقتصر رد طهران على مسيّرات وصواريخ لا تستهدف مراكز ذات بعد إستراتيجي مهدد. في هذا السياق، حذّرت شركة نفط كبيرة من أن احتمال إغلاق مضيق هرمز – حتى لو كان مؤقتًا – قد يؤدي إلى اضطراب هائل في تدفقات النفط العالمية، ما يعيد تسعير المشهد كاملاً لو تحقق، لكنه في الوقت الراهن يظل ضمن سيناريو ذيل التوزيع.
السياق الحالي للاحداث يسمح للدبلوماسية بالاستمرار. أقدّر استمرار هذا السيناريو بالأغلبية المرجحة، وهو ما يفسّر عودة برنت إلى منتصف السبعينيات وتفلطح هيكل الآجال الأبعد. ومع ذلك يدفع سوق الخيارات علاوة ملموسة للتحوّط ضد تصعيد أوسع. أمنح احتمالاً أقل لهذا السيناريو ولكن وارد، لوقوع تدخّل أميركي في العمليات الحالية لإكمال استهداف بنك الأهداف الذي تم ذكره والذي يشير إلى مراكز تخصيب اليورانيوم ونحوه. في هذا المسار قد يُحفّز برنت للذهاب إلى نطاق 80 – 90 دولار.
أما ذيل التوزيع – وهو احتمال إذا حدث فهو قصير الأجل – فيتمثل في محاولة إيران خنق مضيق هرمز، وهو احتمال ضئيل ولكن مؤثر بشكل كبير على سوق الطاقة وله عواقب سياسية. إغلاق قصير قد يدفع برنت إلى ما فوق 100 دولار، ويضغط على الأسهم العالمية في تقديري بناءً على ردّات الفعل التاريخية، ويهبط بعوائد السندات الأميركية. عندئذٍ لن يبقى الأمر على الساحة الإقليمية فقط بل سيتدخل المجتمع الدولي، وخصوصاً بكين أكبر عملاء نفط الخليج، بينما تأتي قدرات أوبك باستخدام طاقتها الفائضة. لطالما ظل برنت قريباً من 75 دولاراً، وبقي العائد على السندات الأميركية ضمن نطاقه الضيق، فإن السوق تراهن على سيناريو الاحتواء. ورغم صغر احتمال إغلاق هرمز، فإن مراكز صنع القرار قد تأخذ الأمر على محمل الجد من نواحٍ سياسية وعسكرية، ولكن في سوق الطاقة بالنسبة للمستثمرين عبر الأصول، العين تبقى على آجال النفط ومنحنياته المستقبلية.
في سوق الذهب، إغلاق الذهب نهاية الأسبوع الماضي حول 3,432 دولار للأوقية كان الإغلاق الأعلى للذهب تاريخياً، ولو أن التداولات على الفواصل الأقصر شهدت مستويات أعلى وخصوصاً ، لكن لمدة ساعات فقط عندما وصل إلى أعلى المستويات عند 3,500 دولار. تنازل الذهب عن جزء من الأرباح منذ مطلع الأسبوع وإلى مستويات 3,350 حالياً، وخط الدفاع الأقرب هو متوسط الـ20 يوم الذي تستمر التداولات الحالية عنده. ومع تراجع الذهب بشكل طفيف خلال آخر 24 ساعة بنسبة تقارب 0.3%، تبقى البيئة العامة مناسبة لبقاء المعدن النفيس قرب المستويات المرتفعة، وخصوصاً مع اقتراب دخول عدد من التواريخ المهمة التي سوف تُعيد التعريفات الجمركية إلى الواجهة الشهر المقبل بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية، ما يعزز احتمالية إعادة اختبار المستويات القياسية، لا سيما إذا لم يتم إعلان الوصول إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي ولو على مستوى المبادئ كما حدث مع المملكة المتحدة.
الأسهم الأميركية بشكل جانبي متراجع بسبب ضعف معنويات المستثمرين المتخوفة من سحب الحكومة الأميركية إلى الصراع في الشرق الأوسط وما قد يتبعه من حالة عدم اليقين. العقود الآجلة للمؤشر انخفضت هامشياً بنحو 0.03% خلال آخر 24 ساعة، مع غياب التداولات الفعلية في جلسة 19 يونيو بسبب عطلة Juneteenth، ما يجعل إعادة اختبار تلك المستويات الاعلى الطريق الأقل مقاومة، وعلى وجه التحديد إذا تم تراجع المخاطر الجيوسياسية. الأسواق العالمية الأخرى أظهرت تبايناً في الأداء، بين مكاسب محدودة في آسيا وضغوط في أوروبا، ما يُضيف إلى حالة الحذر السائدة قبل فتح السوق الأميركية مجدداً.
لا تُمثل Pepperstone أن المواد المقدمة هنا دقيقة أو حديثة أو كاملة، وبالتالي لا ينبغي الاعتماد عليها على هذا النحو. البيانات، سواء كانت من جهة ثالثة أو غيرها، لا يجب اعتبارها توصية؛ أو عرض لشراء أو بيع؛ أو دعوة لعرض لشراء أو بيع أي أمان، منتج مالي أو صك؛ أو المشاركة في أي استراتيجية تداول معينة. لا تأخذ في الاعتبار الوضع المالي للقراء أو أهداف الاستثمار الخاصة بهم. ننصح أي قارئ لهذا المحتوى بطلب نصيحته الخاصة. بدون موافقة Pepperstone، لا يُسمح بإعادة إنتاج أو إعادة توزيع هذه المعلومات.