تحذير من المخاطر: العقود مقابل الفروقات هي منتجات مالية معقدة وتنطوي على مخاطر عالية مع إحتمال خسارة الأموال بسرعة بسبب الرافعة المالية. 81٪ من حسابات مستثمري التجزئة يخسرون أموالهم عند تداول العقود مقابل الفروقات مع هذا المزود. يجب أن تفكر فيما إذا كنت تفهم كيفية عمل العقود مقابل الفروقات، وما إذا كنت تستطيع تحمل مخاطر عالية بفقدان أموالك.

يوم أرباح نفيديا

احمد عسيري
استراتيجي أبحاث السوق
٢٨‏/٠٥‏/٢٠٢٥
شهية المخاطرة مرتفعة في وول ستريت: من تجميد التعريفات الجمركية الأوروبية إلى موجة شراء في السندات انعكست على عوائد اقل، ونتائج إنفيديا التي صارت مقياس نبض لثورة الذكاء الاصطناعي.

شهية المخاطرة عادت إلى وول ستريت بعدما تلاقى زخم إيجابي على جبهات عدّة: فقرار البيت الأبيض تأجيل فرض رسوم جمركية ضخمة على الواردات الأوروبية أزال - الى وقت لاحق من يوليو - قنبلة موقوتة من تقويم المخاطر، وايضا ارتفاع المعنويات في ادوات الدخل الثابتة طويلة الاجل في اليابان، لينعكس ذلك في موجة شراء للسندات السيادية والتي امتدت الى إلى عوائد الخزانة الأميركية فأغلقت دون مستوى 5% على اخرى المنحى البعيد.

على صعيد البيانات الاقتصادية، أظهرت البيانات انتعاشًا اكبر من التوقعات في ثقة المستهلك. هذا يرسّخ قراءة مفادها أنّ الاقتصاد يتباطأ على نحوٍ منظّم بسبب حالة عدم التأكد القادم من السياسات ، بدل الدخول في انكماش حاد. النتيجة كانت مشهدا مختلف لما شهدناه الأسبوع الماضي: تدفقات ملحوظة صوب الأسهم، تغطية لمراكز البيع على الدولار، وتقليص جانبي للتعرّض للذهب ورغبة متجدّدة في اقتناء السندات طويلة الأجل التي باتت تمنح عائدًا حقيقيًا جيد ولكن العوامل التي حركت منحنى العوائد الى الاعلى لا تزال حاضرة ولم تتغير بشكل بشكل كبير.

أصدرت وزارة الخزانة 69 مليار دولار من سندات العامين في مزاد لقي طلبًا مقبولًا عند 2.52 مرات، لكن الأنظار بقيت على الآجال الأطول فتراجع العائد على 10 سنوات إلى 4.45%، وانخفض العائد على 30 سنة الى 4.95%. هذا منح الأسهم مساحة إضافية للصعود ولكن هذا لا يعني بالضرورة ان الانخفاض في عوائد السندات يعكس بالضرورة مخاوف من تدهور اقتصادي، بل عودة مشترين لإعادة بناء مراكزهم ، كما أنه استفاد من موجة شراء في السندات اليابانية جعلت عائد السندات الطويلة كما تم ذكره اعلاه. الترقب الآن في مجال الدخل الثابت يتّجه إلى مزاد 5 سنوات بقيمة 70 مليار دولار ، نجاحه سيؤكّد استقرار المنحنى عند مستويات أكثر راحة لمقيمي المخاطر، بينما ضعف في الطلب من المتوسطات المعتاد عليها قد يعيد تسليط الضوء على علاوة الأجل وعجز التمويل الفيدرالي.

Preview

يتعامل المستثمرون مع نتائج إنفيديا ، الحدث الابرز اليوم ، كاختبار لمتانة شهية المخاطرة؛ فالسهم أصبح مقياس نبض لثورة الذكاء الاصطناعي وبارومتر لثقة السوق في النمو الهيكلي للإنتاجية. الإجماع ينتظر إيرادات بنحو 43.3 مليار دولار، مع انكماش هامش الربح الإجمالي – كما هو متوقع – الى نطاق 71%، لكن الرقم الفاصل يكمن في التوجيه المستقبلي لوحدة مراكز البيانات التي شكّلت 80 % من نمو الإيرادات في العام الماضي. المستثمرون يريدون دلائل على أنّ الطلب على شرائح بلاكويل لا يزال يفوق الطاقة الاستيعابية للانتاج، وخصوصا بعد التراخي في قواعد تصدير الرقائق مؤخراً وتحوّل بعض خطط الإنفاق الرأسمالي ، وأن سقف الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي لم يبلغ القمة بعد. عقود الخيارات تُسعر تحرّكًا قدره نحو 7% في بعد الإفصاح ترجمة ذلك للمؤشرات سيكون ملاحض على السوق ككل وايضا مؤشر الناسداك 100، ما يجعل تقرير الشركة قادرًا بمفرده على إعادة توجيه مزاج السوق، سواء بتأكيد مسار الصعود أو بإحياء جدل فقاعة الذكاء الاصطناعي إذا خابت التوقعات.

Preview
Preview

شهد سهم نفيديا تقلبات لافتة بعد آخر أربعة إعلانات للأرباح، مما يعكس حساسية المستثمرين تجاه مفاجآت النتائج وتوجهات السوق الأوسع بعد الاعلان والى نهاية اسبوع الاعلان. في مايو 2024، قفز السهم بنسبة +4.5% بعد الإعلان، بدعم من مفاجأة أرباح إيجابية ونمو قوي في الإيرادات. أما في أغسطس، فقد سجل السهم ارتفاعًا طفيفًا بنسبة +1.7% رغم تحقيق أرباح تفوقت على التوقعات، مما يشير إلى أن الزخم الصعودي كان محدودًا في ظل تشبع السوق آنذاك. في نوفمبر 2024، رغم إعلان نتائج فاقت التوقعات من حيث الأرباح والإيرادات، فقد تراجع السهم بنسبة -5%، ما يعكس على الأرجح عمليات جني أرباح بعد موجة صعود قوية سابقة للاعلان. أما في فبراير 2025، فقد شهد السهم هبوطًا حادًا بنسبة -9.9%، رغم تسجيل نتائج تفوقت على التقديرات، في إشارة إلى خيبة أمل على صعيد التوجيهات أو القلق من تباطؤ النمو.

على صعيد الأداء المالي، حققت نفيديا نموًا ملحوظًا في الإيرادات من 26 مليار دولار في مايو 2024 إلى 43.3 مليار دولار في مايو 2025، أي نمو يفوق 66% خلال عام واحد. ورغم هذا النمو الكبير، نلاحظ تراجعًا تدريجيًا في هامش الربح الإجمالي GAAP من 76% إلى 73% (اليوم متوقع ان يكون عند 71%) مما يعني ضغوطًا على التكاليف - ولكن لا يزال ذلك منافس على كل المعايير. أما الأرباح للسهم الواحد (EPS)، فقد ارتفعت من 0.61 إلى 0.89، مع ثبات إيجابي في مفاجآت الأرباح، مما يعكس قدرة الشركة على التفوق على توقعات السوق، لكن ليس بالضرورة على تطمينه في كل مرة.

الخلاصة أنّ السوق تقطع المسافة بين الخوف من الركود بسبب التعريفات الجمركية التي لا تشجع النمو والخوف من تفويت الفرص، مدعومة بتدفقات سيولة عالمية تبحث عن موقع استثماري في الجودة والابتكار فتجد ضالتها على الضفة الأطلسية. غير أن هذا المسار يبقى مشروطًا بحصيلة مزاد 5 سنوات ونتائج إنفيديا معًا نجاح الحدثين سيعزز القناعة بأن الولايات المتحدة ما تزال المحرك الذي لا غنى عنه للدورة المقبلة، وأن استثمار الذكاء الاصطناعي لم يبلغ ذروته بعد، بينما تخييب الامال لأي منهما قد يسرع إعادة تسعير علاوة المخاطرة على الأصول الأميركية مره اخرى ويرفع منسوب التذبذب، ما يلزم المستثمرين بحذر تكتيكي خلال أسابيع المقبلة.

المواد المقدمة هنا لم تُعد بما يتماشى مع المتطلبات القانونية المصممة لتعزيز استقلال البحث الاستثماري وبالتالي يُعتبر تواصل تسويقي. بينما لا يُخضع لأي منع من التعامل قبل نشر البحث الاستثماري، لن نسعى للاستفادة قبل تقديمه لعملائنا.

لا تُمثل Pepperstone أن المواد المقدمة هنا دقيقة أو حديثة أو كاملة، وبالتالي لا ينبغي الاعتماد عليها على هذا النحو. البيانات، سواء كانت من جهة ثالثة أو غيرها، لا يجب اعتبارها توصية؛ أو عرض لشراء أو بيع؛ أو دعوة لعرض لشراء أو بيع أي أمان، منتج مالي أو صك؛ أو المشاركة في أي استراتيجية تداول معينة. لا تأخذ في الاعتبار الوضع المالي للقراء أو أهداف الاستثمار الخاصة بهم. ننصح أي قارئ لهذا المحتوى بطلب نصيحته الخاصة. بدون موافقة Pepperstone، لا يُسمح بإعادة إنتاج أو إعادة توزيع هذه المعلومات.