تراجع طفيف وسط تعليقات شبه متشددة من أعضاء الفيدرالي

أنهت الأسهم الأمريكية جلسة الثلاثاء على انخفاض طفيف لليوم الثاني على التوالي هذا الاسبوع، حيث واصل المستثمرون تقييم المخاطر وتأثير ارتفاع العوائد وتعليقات شبه متشددة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي. تراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.2%، وانخفض مؤشر ناسداك 100 بنسبة 0.6%. على الرغم من أن التحركات كانت محدودة، إلا أن المزاج العام كان حذر بشكل واضح، مع تراجع شهية المخاطرة وتزايد القناعة بأن الفيدرالي ليس متجه بعد بشكل مؤكد الى استئناف دورة التيسيرالنقدي.
العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات مستوى 4.29%، بينما استقر العائد على السندات لأجل 30 عام عند 4.90% بشكل متوازي لانخفاض المنحنى بشكل خفيف بفعل التخفيف من ركوب موجه المخاطر. موجه المخاطره تتجه الى البرود وربما ابعد من ذلك وخصوصا مع تصريحات اعضاء الفيدرالي بان مخاطر التضخم اكثر بروز من مخاطر سوق العمل ولو ان على افق ابعد لا يزال الطريق الاقل مقاومة سيكون الى الاعلى. وبالنظر بشكل ادق الى ما جاء من اعضاء الفيدرالي ، كرر عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي ولرر وجهة نظره بأن هناك حاجة إلى خفض الفائدة ، ولو ان ذلك لم يتغير منذ الشهر الماضي، ولذلك لان سوق العمل اضعف مما يبدو وان الفيدرالي لا بد وان يكون مستبق للاحداث بدلا من اتخاذ ردات فعل ونحوه من الاسباب التي تجعله في دائرة المرشحين لخلافة باول. حاليا، تسعر الأسواق احتمالًا بنحو 80% لخفض للفائدة في سبتمبر وخفضين بنهاية العام، لكن الأهم هو بطبيعة الحال بيانات سوق العمل ومؤشر اسعار المستهلك والتي ستصدر قبل اجتماع الفيدرالي المقبل.
وعودة الى الاسهم ، على مستوى القطاعات، كانت الأسهم الحساسة في جلسة الامس هي نفسها الاسهم الاكثر استفادة الفترة الماضية ، فكان قطاع التكنولوجيا والشركات الكبرى مثل ابل ، امازون ، تسلا و مايكروسوفت في النطاق الاحمر ولكن السلوك يشبه اخذ الارباح من التموضع اكثر من كونه بيع هلع وتخلص من المراكز. جزء من دردشات الامس كانت تدور حول نتائج الارباح ، حيث سجلت شركة Target إيرادات بقيمة 25.21 مليار دولار، وأرباح للسهم بلغت 2.05 دولار، متفوقة على توقعات السوق. وعلى الرغم من انخفاض المبيعات المقارنة بنسبة 1.9%، فقد أظهرت الشركة تحسن نسبي في حركة المتسوقين والإنفاق الاستهلاكي. ومع ذلك، لم يكن أداء السهم انعكاس مباشر لهذه النتائج الإيجابية، حيث تراجع سهم تارجت بنسبة تراوحت بين 6% في تداولات ما بعد الاعلان ، مباشرة بعد إعلان تغييرات على مستوى القيادة التنفيذية.
السبب الرئيسي لهذا التراجع يعود إلى إحباط المستثمرين من قرار تعيين مايكل فيديلكي، المسؤول الداخلي بالشركة، رئيس تنفيذي جديد خلف لبراين كورنيل، الذي سيتحول إلى دور رئيس مجلس الإدارة التنفيذي اعتبار من فبراير 2026. وقد خدم فيديلكي سابقًا كمدير مالي ومدير للعمليات، ويُنظر إليه كامتداد طبيعي للإدارة الحالية وليس كصوت جديد قادر على إحداث تحول استراتيجي وهذا سبب التراجع في السهم. السوق كان يتوقع قيادة خارجية تحمل معها رؤية تجديدية، خاصة في ظل التحديات التي تواجه الشركة من منافسين كبار مثل وول مارت وأمازون، وتراجع الزخم في قطاعات رئيسية مثل الملابس والمستلزمات المنزلية. هذه الترقية الداخلية بعثت برسائل متضاربة حول التغيير الحقيقي المطلوب لمواجهة التحديات في بيئة البيع بالتجزئة المتغيرة بسرعة.
وامتداد لاعلانات الارباح ، الحدث الأبرز المنتظر، فهو إعلان أرباح Nvidia بعد أسبوع من الآن، والتي تُعد الأهم خلال الفترة القادمة. الشركة هي محور السردية الاستثمارية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وأي مفاجأة في نتائجها سواء إيجابية أو سلبية لها دور كبير تشكيل اتجاهات السوق، خصوصا في قطاع التكنولوجيا وهو ما يشكل المحرك الاساسي للاسواق.
وفي مكان اخر ، سوق الطاقة ، يتداول خام برنت ضمن ضيق نسبياً بين 67 – 68 دولار للبرميل، في جلسة اتسمت بحالة من الاستقرار النسبي في توقعات سوق النفط. هذا التماسك السعري يعكس توازن قائم بين العوامل الداعمة ، وبين المخاوف المتعلقة بتباطؤ الطلب العالمي. استمرار التداول ضمن هذا النطاق يعزز الرؤية بأن السوق قد عاد مرحلة الأساسيات وتصدرها نشهد التداولات. في سوق العملات، يتحرك مؤشر الدولار الأميركي DXY بشكل عرضي حول مستوى 98، وهو ما يعكس حالة الترقب التي تسيطر على الأسواق قبيل خطاب رئيس الفيدرالي جيروم باول في جاكسون هول. هذا الاستقرار في الدولار والمستمر منذ مطلع الاسبوع يشير إلى أن المستثمرين يفضلون الانتظار قبل اتخاذ مراكز جديدة وغياب قناعات متصادمة ، خاصة في ظل غياب بيانات حاسمة هذا الأسبوع. أما الذهب، فقد حافظ على تماسكه ضمن نطاق متماشي مع التوقعات، حيث يتداول اليوم قرب مستوى 3350 دولار للأونصة، بعد أن وجد دعم جيد عند 3320 دولار خلال الأسبوع. هذا المستوى يتم رؤيته أنه منطقة تمركز للمشترين ما يعكس استمرار الطلب على الذهب مع وجود خلفية الصعوبات الاقتصادية.
التقلبات في الأصول المختلفة منخفض بشكل ملاحظ ، وربما العوامل الموسمية مثل موسم الاجازة الصيفية له دور ، ويعزز فكرة بيع لاخذ الارباح بدلا من بيع الهلع او إعادة التمركز في بيئة اكثر دفاعية. فبينما تواصل الاسهم في البيع هامشياً من مستوياتها المرتفعة ، يستقبل سوق السندات التدفقات المالية على خلفية ان الأوضاع المالية قد تؤدي الى منحنى عوائد اكثر تسطع، وقد تظهر آثار ذلك بشكل أكبر في الربع الثالث والرابع.
نظرة مستقبلية
تتجه الأنظار إلى نتائج Nvidia بعد إغلاق جلسة الأربعاء في الولايات المتحدة الاسبوع القادم، والتي قد تكون بوصله لتحركات الأسهم المدفوع بالذكاء الاصطناعي. ولكن قبل ذلك، سيتم التركيز اليوم على مؤشرات مديري المشتريات الأولية للولايات المتحدة ومنطقة اليورو والمملكة المتحدة ، والتي ستوفر قراءة حديثة عن الثقة المستقبلية. كما سيتم الإعلان عن بيانات طلبات إعانة البطالة ومبيعات المنازل في الولايات المتحدة. والاهم مؤتمر جاكسون هول في الذي يبدأ اليوم، وعلى الرغم من عدم توقع تغييرات كبيرة في السياسة، فإن إشارات حول كيفية تفاعل الفيدرالي مع التوازن بين التضخم والنمو قد تعيد اعادة تقييم توقعات منحنى الفائدة.
لا تُمثل Pepperstone أن المواد المقدمة هنا دقيقة أو حديثة أو كاملة، وبالتالي لا ينبغي الاعتماد عليها على هذا النحو. البيانات، سواء كانت من جهة ثالثة أو غيرها، لا يجب اعتبارها توصية؛ أو عرض لشراء أو بيع؛ أو دعوة لعرض لشراء أو بيع أي أمان، منتج مالي أو صك؛ أو المشاركة في أي استراتيجية تداول معينة. لا تأخذ في الاعتبار الوضع المالي للقراء أو أهداف الاستثمار الخاصة بهم. ننصح أي قارئ لهذا المحتوى بطلب نصيحته الخاصة. بدون موافقة Pepperstone، لا يُسمح بإعادة إنتاج أو إعادة توزيع هذه المعلومات.