تحذير من المخاطر: العقود مقابل الفروقات هي منتجات مالية معقدة وتنطوي على مخاطر عالية مع إحتمال خسارة الأموال بسرعة بسبب الرافعة المالية. 81٪ من حسابات مستثمري التجزئة يخسرون أموالهم عند تداول العقود مقابل الفروقات مع هذا المزود. يجب أن تفكر فيما إذا كنت تفهم كيفية عمل العقود مقابل الفروقات، وما إذا كنت تستطيع تحمل مخاطر عالية بفقدان أموالك.

السبعة العظماء يتراجعون عن عظمتهم!

٢٦‏/٠٢‏/٢٠٢٥
وسط ضغوط كلية متزايدة وتغير في معنويات المستثمرين. خسائر ملحوظة ضربت أسهم "السبع الكبار"، مع تراجع حاد في تسلا وميتا، بينما لم تسلم نفيديا من عمليات البيع قبيل إعلان أرباحها المرتقب. المخاطر الكلية، بما في ذلك تصاعد التوترات التجارية والتوقعات التضخمية، باتت تضغط على تقييمات السوق.

الضغوط الكلية المتزايدة أدت إلى تراجع الزخم الذي كان يحيط بأداء الشركات السبع الكبرى في وول ستريت. الأداء السلبي خلال اسبوع يعكس تغيرًا في المعنويات، حيث شهدت تسلا انخفاضًا بارزاً بنسبة 14.7%، في حين تراجعت ميتا بنسبة 10.67%، وسجلت أمازون خسائر بلغت 7%  أما جوجل فقد فقدت 5.37%  من قيمتها السوقية، بينما كانت الخسائر أقل حدّة بالنسبة لمايكروسوفت 2.8%. نفيديا، والتي كانت سابقًا تقود الارتفاعات في قطاع الذكاء الاصطناعي وتجذب الكثير من الانظار خلال اعلان الارباح المرتقب، لم تسلم من الضغوط وسجلت انخفاضًا بنسبة 10.36%.  وعلى الجانب الآخر، أبل حققت مكاسب متواضعة في نطاق 1%، لكنها لا تعكس قوة دفع كافية لدعم الاتجاه العام للسوق ولو ان ابل صاحبة الوزن الاكبر من المؤشر.

المعنويات السلبية ليست فقط نتيجة تصحيحات في الأسهم القيادية، بل تتأثر أيضًا بالمخاطر الكلية التي تضغط على التقييمات. مخاطر التعريفات الجمركية – المتبادلة او المخصصة لمنتج ما كالحديد والالمنيوم وايضا توقعات الرسوم الانتقامية - أعادت إلى الأذهان آثار الدورة السابقة من الرسوم الجمركية، حيث أثّرت بشكل مباشر على التوسع والنمو الاقتصادي.  وخلال فترة 2018-2019، أدت التعريفات إلى تراجع الإنتاج الصناعي في الولايات المتحدة، وانخفاض الطلب الاستهلاكي، كنتيجة تباطؤ النمو الاقتصادي. اليوم، تبدو الضغوط السعرية أكثر تأثيرًا - بفعل البيئة التي ورثها من ادارة بايدن والمختلفة بشكل كبير من بيئة ما قبل كوفيد - مما يجعل أثر التباطؤ أسرع وأعمق على النشاط الاقتصادي.

يبدو أن هذه العوامل مؤثرة بالنسبة لتحركات الدولار الأمريكي (-3% منذ مطلع العام)، حيث شهدت معدلات التضخم الضمني ارتفاعًا كبيراً، وهو ما أدى بدوره إلى انخفاض معدلات الفائدة الحقيقية في الولايات المتحدة (المعدل الاسمي مطروحًا منه معدل التضخم). هذه الديناميكية تمثل السبب وراء تراجع الدولار في الفترة الأخيرة، حيث تراجعت العوائد الحقيقية بفعل ارتفاع توقعات التضخم. يمكن القول إن هذا التطور يعكس تأثير السياسات الاقتصادية للإدارة الأمريكية على الدولار، إذ أن أي زيادة في التوقعات التضخمية (بفعل التعريفات الجمركية) دون ارتفاع مماثل في العوائد الاسمية تؤدي إلى تآكل العائد الحقيقي، مما يقلل من جاذبية الأصول المقومة بالدولار مقارنةً بعملات أخرى. هذه العلاقة تفسر لماذا فقد الدولار بعض مكاسبه رغم قوة الاقتصاد الأمريكي في جوانب أخرى.

Preview

توقعات وول ستريت لأرباح نفيديا

تتجه Nvidia  نحو إعلان أرباحها وسط توقعات مرتفعة للغاية. يتوقع وول ستريت أن تسجل الشركة ربحية معدلة للسهم بقيمة 0.84 دولار، ارتفاعًا من 0.81 دولار في الربع السابق، بينما يُتوقع أن ترتفع الإيرادات إلى 38.2  مليار دولار، متجاوزةً مستوى 35.1 مليار دولار في الربع الماضي، ولكن فقط بفارق طفيف عن توجيه Nvidia  البالغ 37.5  مليار دولار.

 محرك النمو الأساسي، إيرادات مراكز البيانات، من المتوقع أن تقفز إلى 34.1  مليار دولار من 30.8 مليار دولار، مما يعكس توقعات استمرار الطلب القوي. ومع ذلك، فإن هامش الربح يمثل نقطة مراقبة، حيث تُقدّر التوقعات عند 73.5% ، وهو أقل من مستوى 75% المسجل في الربع الماضي. سجل السهم قوي، حيث تفوقت Nvidia  على تقديرات الأرباح في كل ربع منذ الربع الثالث من عام 2023، محققة مكاسب في 6  من آخر 8 تقارير أرباح.  ومع تحرك ضمني متوقع يبلغ 8.5% بعد اعلان الارباح، ودورها الرئيسي في مؤشر S&P 500  بنسبة 6.3% او Nasdaq  بنسبة 8.3% ، فإن نتائج الشركة قد تترك بصمة واضحة على تحركات الأسواق إما بتعزيز هيمنتها في مجال الذكاء الاصطناعي أو باختبار صبر المستثمرين.

Preview

سلوك سهم Nvidia بعد إعلان الأرباح: إشارات سلبية من تكرار النمط

أداء سهم Nvidia  بعد إعلانات الأرباح الأخيرة مثيرًا للتساؤل، حيث يعكس نمطًا متكررًا من التراجع رغم تفوق الشركة على التوقعات، مما يشير إلى ديناميكيات في معنويات المستثمرين والمضاربين.

إعلان الارباح في شهر أغسطس:  رغم تجاوز التوقعات، تراجع السهم بنسبة 8.4%  بنهاية أسبوع إعلان الأرباح، وسجل خسائر 18% % خلال الأسبوع التالي.

إعلان الارباح في شهر أكتوبر: تكرر السيناريو، إذ أغلق السهم منخفضًا 4.25%   بنهاية أسبوع إعلان الأرباح، بينما اتسعت الخسائر إلى 10.5% خلال الأسبوع التالي.

ارى ان التوزيع الاحتمالي (Probability Distribution) يشير إلى كثافة احتمالية مائلة إلى الجانب السلبي، حيث يظهر تكرار النمط أن السوق قد أصبح ميالًا لتسعير الإيجابيات مسبقًا، مما يترك السهم مكشوفًا لتصحيحات بمجرد صدور النتائج .المخاطر لا تقتصر فقط على تاريخ الأداء حول الأرباح، بل تزامنت مع عمليات بيع بنسبة 10% خلال الثلاث جلسات الماضية، مما يعكس توجهات سلبية متزايدة قبيل الإعلان. إضافةً إلى ذلك، فإن المشهد الكلي للأسواق يواجه تحديات جديدة من مخاوف عودة التضخم بفعل التعريفات الجمركية واحتمالات تباطؤ النمو، مما قد يؤثر على تقييمات شركات التكنولوجيا وهوامش أرباحها. في ظل هذا السياق، يبدو أن المعنويات تجاه سهم  Nvidia أصبحت متحفظة، وربما تميل الأسواق إلى "بيع الخبر "حتى مع أي تفوق جديد في النتائج. وفي حال استمر ضغط البيوع وتزايد الحذر من المخاطر الكلية، فقد نجد أن استجابة السهم لإعلان الأرباح هذه المرة قد لا تكون بعيدة عن النمط الذي شهدناه في أغسطس وأكتوبر.

العوامل التي قد تدفع المعنويات نحو الإيجابية

في ظل هذه البيئة الحذرة لشهية المخاطرة، هناك ثلاثة عوامل رئيسية قد تكون ضرورية لإحداث تحول في معنويات الأسواق، وكلها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالبيانات الاقتصادية، والتطورات المتعلقة بالتعريفات الجمركية، وأرباح الشركات، حيث تشكل هذه العوامل المحددات الأساسية لمدى تفاؤل أو تحفظ المستثمرين في المرحلة القادمة.

البيانات الاقتصادية:

المتداولون بحاجة إلى إشارات بأن التضخم تحت السيطرة، مما يجعل تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) يوم الجمعة مهماً، كونه المقياس المفضل لدى الفيدرالي لمراقبة التضخم. التوقعات تشير إلى تباطؤ المؤشر عند 2.6%  مقارنةً بالقراءة السابقة، وإذا جاءت الأرقام ضمن هذا النطاق، فقد تخفف من المخاوف حول تصاعد الأسعار، مما قد يدعم استقرار المعنويات تجاه السياسة النقدية. ومع ذلك، المفاجئات في ضغوط الاسعار سيبقي الأسواق في وضع دفاعي.

العامل الضبابي ، التعريفات الجمركية:

ورغم أن الأسواق تدرك أن الضبابية في هذه الملفات قد تستخدم كورقة تفاوضية، إلا أنها تخلق بيئة توتر للمتداولين، خاصة إذا كانت ذات تأثير مباشر على توقعات النمو الاقتصادي.  اللافت أن التعريفات على المنتجات القادمة من كندا والمكسيك، والتي كان من المفترض أن تدخل حيز التنفيذ مع بداية الشهر، تم تأجيلها إلى مطلع الشهر المقبل، ما يمنح الأسواق مهلة زمنية، لكنها لا تزال مصدر قلق يؤثر على التوقعات التضخمية والاقتصادية الأوسع وخصوصا مع تأكيد البيت الابيض انها ستدخل حيز التنفيذ اذا لم يتم الوصول الى اتفاق.

أرباح Nvidia:

بالنظر إلى أهمية السهم في المؤشرات الكبرى، فإن حركة نفيديا بعد النتائج قد تؤثر على المعنويات الأوسع، خصوصًا أن عقود الخيارات تسعّر تقلبًا يتجاوز 8%. إلى جانب الأرقام، فإن التوجيهات المستقبلية ستكون المحور الأهم، خاصةً ما يتعلق بمبيعات منتج "Blackwell"، والذي تضع عليه الأسواق الكثير من الآمال. المؤشرات إيجابية حول هذا المنتج قد تحسن المعنويات الاجمالية، مما قد ينعكس إيجابيًا على قطاع التكنولوجيا ككل.

مزاج انتظار التأكيدات

مع ترقب هذه العوامل الثلاثة، تظل الأسواق محدودة النطاق وتميل إلى الحذر حتى يتم تأكيد الاتجاهات القادمة. البيئة الحالية توحي بأن إدارة المخاطر بشكل دفاعي ستكون النهج السائد حتى وضوح الرؤية من البيانات المنتظرة، مع احتمالية بقاء التداولات في نطاق عرضي يميل إلى السلبية في المدى القريب. وفي ظل المخاوف المستمرة من تأثير التعريفات الجمركية على النمو والتضخم، ستظل الأخبار القادمة من الإدارة الأمريكية حول هذا الملف محل اهتمام المشاركين في السوق ولو ان الأمورالسياسية ليست بالضرورة من هوايات المتداولين.

المواد المقدمة هنا لم تُعد بما يتماشى مع المتطلبات القانونية المصممة لتعزيز استقلال البحث الاستثماري وبالتالي يُعتبر تواصل تسويقي. بينما لا يُخضع لأي منع من التعامل قبل نشر البحث الاستثماري، لن نسعى للاستفادة قبل تقديمه لعملائنا.

لا تُمثل Pepperstone أن المواد المقدمة هنا دقيقة أو حديثة أو كاملة، وبالتالي لا ينبغي الاعتماد عليها على هذا النحو. البيانات، سواء كانت من جهة ثالثة أو غيرها، لا يجب اعتبارها توصية؛ أو عرض لشراء أو بيع؛ أو دعوة لعرض لشراء أو بيع أي أمان، منتج مالي أو صك؛ أو المشاركة في أي استراتيجية تداول معينة. لا تأخذ في الاعتبار الوضع المالي للقراء أو أهداف الاستثمار الخاصة بهم. ننصح أي قارئ لهذا المحتوى بطلب نصيحته الخاصة. بدون موافقة Pepperstone، لا يُسمح بإعادة إنتاج أو إعادة توزيع هذه المعلومات.