الذهب بين التعريفات الجمركية ومخاوف النمو

التخلص من مخاطر التركيز في الشركات ثقيلة الوزن أحد السلوكيات التي لا تزال حاضرة في أنشطة التداول فبالرغم من الارتفاعات لمعظم الشركات نرى أن الشركات صاحبة الوزن الثقيل مثل نفيديا و تسلا وامازون و ميتا وقوقل خالفت الاتجاه العام وشهدت انخفاضات خلال الجلسة في سياق متصل مع سلوك التخلص من مخاطر التركيز في الشركات صاحبة الوزن الاثقل والتي حققت مكتسبات كبيرة خلال السوق الصاعدة. الارتداد الجزئي في الأسهم الأمريكية مدعوم من تحسن معنويات المستثمرين ولو بشكل جزئي من مخاوف انحسار آفاق النمو وهو ما كان السبب الأبرز لتصحيح الأسعار وعمليات البيوع في النصف الأول من الشهر الجاري. بيانات مبيعات التجزئة التي صدرت قبل جلسة الأمس كانت مخيبة للتوقعات حيث كان من المتوقع ال تأتي عند إرتفاع 0.6% ولكن البيانات ال تشير إلى 0.2% كتحسن في المبيعات على أساس شهري ولكن مجموعة التحكم التي قدمت بيانات أفضل من المتوقع وازنت الصورة العامة لمبيعات التجزئة ونتيجة لذلك معنويات المستثمرين تشهد تحسن جانبي فيما يتعلق بمخاوف النمو على الأقل خلال الفترة القصيرة الحالية.

إجتماع الفيدرالي ومخاطر التعريفات

قرارات البنوك المركزية لهذا الأسبوع بارزة حيث تراقب الأسواق قرار الفيدرالي غدا الأربعاء بتثبيت سعر الفائدة عند المستوى الحالي 4.25% إلى 4.5% حيث لا يزال تسعير خفض الفائدة وتوقعات السوق تشير إلى اقرب خفض في النصف الثاني من العام ولكن البيانات التي سترافق المؤتمر الصحفي مع باول قد يقدم بيانات مهمة للأسواق بشأن مخاوف النموالمستقبلية وضغوط الأسعار وأيضا مخاطر التعريفات الجمركية التي كانت سيدة الموقف مؤخرا ولعبت دور محور الحديث حيث تؤثر بشكل مزدوج على خفض النمو المستقبلي وأيضا رفع ضغوط التضخم ولو أن الفيدرالي بطبيعة الحال يحاول الابتعاد عن الخوض في الأمور المتعلقة بالسياسة المالية وقرارات البيت الأبيض. التعريفات الجمركية لا تزال محور المخاطر المستقبلية للأسهم فبالرغم من تأجيل التعريفات على المنتجات المكسيكية والكندية مطلع الشهر الحالي إلا أن ترامب توعد بتطبيق هذه التعريفات مطلع شهر إبريل مع التعريفات الجمركية المتبادلة والتي تعني مواجهة كل التعريفات الجمركية المطبقة على المنتجات الأمريكية بالخارج بالنسبة للتعريفات مشابهة للمنتجات الداخلة للولايات المتحدة. لذلك ، الأسواق على موعد لبداية شهر متقلبة مع الكثير من مخاطر عدم التأكد فبالرغم من التعريفات بنسبة 25% التي ستطبق على المنتجات الكندية والمكسيكية ، التعريفات المتبادلة قد تشمل دول أكثر ونسب مختلفة وهو ما سيعقد الصورة ويجعل من الصعب التنبؤ بالأفق المستقبلية بدقة وخصوصا أن الإدارة الأمريكية تستمر في تأجيل تطبيق هذه التعريفات كما حصل في بداية شهر فبراير وبداية الشهر الحالي.

الذهب كأداة للتحوط

من غير المفاجئ بحث الكثير من المستثمرين على طرق تحوط ضد هذه المخاطر التي في حقيقة الأمر يصعب التنبؤ بها بدقة ، يشاهد نشاط أكبر من المعتاد في المشتقات المالية وذلك لإدارة المخاطر والتمركز بشكل يسمح بالتعامل مع هذه التقلبات. وذلك أيضا يشاهد في تداولات الذهب - بكونه أحد أفضل الأدوات لحفظ القيمة والتحوط خلال فترات عدم التأكد - حيث يتداول عند أعلى المستويات التاريخية شمال 3000 دولار للأوقية مرتفعا 14% منذ مطلع العام ومدعوما بشكل لائق من مخاطر التعريفات الجمركية ومثبتا نفسه كأحد أبرز أدوات التحوط خلال المرحلة الحالية.

تأثير العوامل الجيوسياسية في البحر الاحمر على اسعار النفط

شهدت أسعار النفط الخام تداولات فوق مستوى 71 دولار للبرميل، مع انحسار محدود عقب تراجعات ملاحظة نتجت عن مخاوف متزايدة تتعلق بتباطؤ آفاق النمو الاقتصادي. هذه التراجعات تأتي كنتيجة لتوقعات الانخفاض في الأنشطة الاقتصادية، مما أثر سلباً على معنويات المستثمرين خاصة بالنسبة لمخاوف إنفاق المستهلكين الذي كان محرك للاسواق العالمية خلال النصف الأول من الشهر الجاري. من الجانب الفني، يواجه سوق النفط ضغوطًا مزدوجة تنشأ أولاً من تباطؤ الطلب الناجم عن تراجع النمو الاقتصادي. وثانيًا، من العرض حيث تعتزم منظمة أوبك بلس الاستمرار في تنفيذ خططها لزيادة الإنتاج تدريجيًا بمقدار 138 ألف برميل يوميًا الشهر المقبل، وهي خطوة تم تأجيلها من اجتماع ديسمبر إلى بداية أبريل. على الصعيد الجيوسياسي، رغم الضربات الأمريكية الأخيرة ضد جماعة الحوثي في محاولة لزعزعة استقرار حركة الملاحة بمنطقة باب المندب، فإن التأثير الفعلي على أسعار النفط ظل محدودًا ولوحظ فقط لفترة قصيرة حيث بلغت الأسعار مستوى 72 دولار للبرميل، لكنها سرعان ما استقرت مرة أخرى حول مستوى 71 دولار، وهو ما يعكس أن التأثيرات الجيوسياسية في البحر الأحمر على أسعار النفط محدودة جدًا.