منحنى عائد مرتفع يفرض نظرة جديدة على الدولار والأسهم

اختبار عوائد السندات الأميركية لأجل ثلاثين عاماً مجدّداً حاجز 5 في المئة، في وقتٍ ارتدّ فيه الذهب من منطقة دعم جيدة واتّجه صوب نطاق مقاومة اقوى، بينما أخذت الأسهم الأميركية قسطاً من الراحة بعد ست جلسات صعودٍ متتالية، وواصل الدولار نزوله التدريجي الى مستويات اول من علامة 100 على مؤشر الدولار. التفاعل المتشابك بين هذه السلاسل عكس كثيراً من القناعات المتراكمة لدى المستثمرين: القناعة الأولى أنّ المنطقة حول 5 في المئة على منحنى العائد تمثّل خط الدفاع ومنطقة شراء الذي لم تتمكّن الخزانة من اختراقه بثبات منذ مطلع العام؛ والقناعة الثانية أنّ التراجع في العوائد الطويلة يبعث حياة جديدة في التموضع اخر المنحنى.
تُظهر الشموع في الرسم المرفق لعائد السندات الأميركية أنّ هذه هي المحاولة الثالثة لكسر 5 في المئة خلال خمسة أشهر. في كلّ مرّة، تُغلق السوق دون المستوى وتعاود الانحدار إلى نطاق 4.35 – 4.40 في المئة، ما يضفي على الرقم رمزيةً نفسية لا تقل أهمية عن رمزيته الفنية. سلوك السوق أمس لم يخرج عن القاعدة: تسارع البيع عند الملامسة الأولى، ثم تماسك محدود أتاح للمشاركين الكبار إعادة التقييم. وإذا كان التاريخ يُرشدنا، فإنّ الفشل في الإغلاق اليومي فوق 5 في المئة سيحرض المُقتنصين على إعادة بناء مراكز طويلة في السندات، الأمر الذي يضغط على العائد نزولاً ويمدّ الذهب والأصول الخطرة بوقودٍ جديد. على الجانب الآخر من المعادلة، يُبرِز الرسم المرفق للذهب بنية قاعٍ مزدوج واضحة قرب 3000 دولار للأونصة، أعقبها ارتداد تدريجي أعاد المعدن النفيس إلى أبواب خط المقاومة 3440 - 3460 دولار على الاجل الاطول، ولكن النظر الى المدى القصير الإغلاق عند3325 دولار يضع الذهب بين فكي كماشة مقاومةٌ بارزة فوق الرأس ودعمٌ منظورعند 3180 دولارحيث يمرّ المتوسط المتحرك لخمسين يوماً.
هذا التوتر في سوق السندات والدفع الى الاعلى للذهب انتقل تلقائياً إلى وول ستريت. S&P 500 تراجعت نحو 0.4 في المئة، ما يشير إلى أن سلسلة الارتفاع التي استمرت ستة أيام قد تحتاج إلى وقفة لالتقاط الأنفاس، وخصوصاً أنّ المستثمرين يترقّبون شهادة عدد من أعضاء الاحتياطي الفيدرالي أمام الكونغرس، مع توقيتٍ يسبق إعلان نتائج إنفيديا الاسبوع المقبل. الأعين مشدودة إلى الرقم الدائري 6000 نقطة في عقود SPX500 الآجلة ولكن الفشل المتكرر في الإغلاق فوقه سيُرسّخ نطاق تذبذب بين 5880 و5960 نقطة في المدى القصير، بينما قد يفتح تجاوزُه الطريق إلى إعادة اختبار القمة التاريخية لاحقاً إذا صبت أرباح إنفيديا في مصلحة السوق ورفع المعنويات. ضعف الدولار كان ملموساً هو الآخر. مؤشر DXY لامس 99.50، أدنى مستوى في أسبوعين، مع مكاسب متفرقة لليورو والين.احتدام الجدل في واشنطن حول الإنفاق الميزانية والاعفاء الضريبي للاعطيات "tips" يجعلان الدولارعرضةً للعناوين اللحظية وفتارةً يدعمه الهروب من الدولار، وطوراُ يضغط عليه تآكل العائد الحقيقي للسندات.
في أسواق السلع الأخرى، يحافظ خام برنت على تماسُكه أعلى 66 دولاراً، مستفيداً من تقارير توترات جيوسياسية بشأن المحطات الننوية الايرانية وهو ما يعطي نوع من العلاوة على اسعار النفط. 11% هو مقدار الارتفاع منذ بداية الشهر وهو ما في حد ذاته زخم جيد لمتداولي النفط الخام والدول المصدرة للنفط ومجموعة اوبك بلس التي اختفت اختلافاتها من العناوين مؤخرا كما كان متوقع.
المراقبة لإغلاق العائد اليومي واختراق صافٍ ومستدام فوق 5 في المئة لسندات 30 عام يوجِبُ تقليص الانكشاف على الذهب وربما التحوّط بسندات قصيرة الأجل أو مراكز نقدية بالدولار. واعتقد الاستعداد لبيع تقني على الأسهم إذا أخفق مؤشر S&P 500 في الإمساك بمستوى 6000 نقطة وتراجع نحو 5880 ؛ مثل هذا الهبوط من شأنه تنشيط أوامر وقف الخسارة وإطلاق موجة جني أرباح لتحقيق ارباح التريند الاخير. هذا يحفز ايضا الحفاظ على توازن دفاعي مثل أسهم المرافق والسلع الاستهلاكية الأساسية التي تتميز بقدرتها على امتصاص تذبذب العوائد، بينما تبقى أسهم النمو بطبيعة الحال متصدرة على جانب التقلب وايضا والتحوّلات في تقييم المخاطر.
لا تُمثل Pepperstone أن المواد المقدمة هنا دقيقة أو حديثة أو كاملة، وبالتالي لا ينبغي الاعتماد عليها على هذا النحو. البيانات، سواء كانت من جهة ثالثة أو غيرها، لا يجب اعتبارها توصية؛ أو عرض لشراء أو بيع؛ أو دعوة لعرض لشراء أو بيع أي أمان، منتج مالي أو صك؛ أو المشاركة في أي استراتيجية تداول معينة. لا تأخذ في الاعتبار الوضع المالي للقراء أو أهداف الاستثمار الخاصة بهم. ننصح أي قارئ لهذا المحتوى بطلب نصيحته الخاصة. بدون موافقة Pepperstone، لا يُسمح بإعادة إنتاج أو إعادة توزيع هذه المعلومات.